ENGLISH: Read English version

1- -من هو آلدار خليل طفولته ،اين ولد ؟متى بدأ اهتمامك بالشأن الكردي والسياسي ؟

• ولدت في مدينة الحسكة 1970؛ كنا نعيش في وسط حي شعبي، بدأت الاهتمام بالوضع الكردي مع بداية نشاط الحركات الثورية التحرر الوطنية في الثمانينيات، كانت منطقتنا ساحة نشاط بالإضافة للمناطق الأخرى للكوادر الثوريين الذين نشطوا في طرح القضية الكردية.

2- في كتابك حول ثورة روجافا . كنتم من بين اللذين تسلموا مهام قيادية في النضال السياسي في سوريا بعد تأسيس ب ي د، كنت المسؤول التنظيمي في احدى الفترات، وكنت من الأوائل اللذين كان لهم دورا هاما أيضا مع بدايات 2011، لو تحدثتم باختصار عن طبيعة الفوارق والاختلافات بين المرحلتين ، المهام التنظيمية؟ الأهداف ؟ الشريحة الاجتماعية والمكونات ؟

• حينما يكون النضال من أجل شعب مظلوم ضحى أبناؤه وبناته بالآلاف لا توجد فوارق كبيرة بين أية مرحلة من المراحل، لكن التطورات هي التي أحياناً تفرض نوعاً من التغيير في سلسلة النشاطات والمهام الواجب إتباعها. لكن الأهداف لا تتغير، على سبيل المثال ساحة روج آفا- شمال وشرق سوريا كانت قبل عام 2011 على خلاف ما بعد هذا التاريخ لا زلنا نتحدث هنا عن التطورات. عملياً الثوابت في هذه المراحل دائماً كانت القضية الديمقراطية في سوريا والقضية الكردية. مهامنا مع عام 2011 باتت بهدف التنظيم المجتمعي وتكريس حالة البناء الذاتي من كافة النواحي. لم نجد الصعوبة الكبيرة في ذلك كون شعبنا لديه أرضية وإرادة وسبق ودخل تجارب النضال و الاحتكاك المباشر مع الأجهزة القمعية في سوريا كمثال انتفاضة ١٢-آذار ٢٠٠٤.

مرحلة ما بعد 2011 لم تكن صعبة من أجل الإعداد للنضال لكن أعطينا اهتمامنا للتطوير الذاتي وتاريخ المنطقة وخلفية النضال الثوري الموجود كذلك التقارب الكبير ما بين المكونات وتجريد الحياة فيما بينها من مظاهر الدولة المصطنعة ساعدنا بقوة في تحقيق النجاح فيما بعد.

3- في بدايات الثورة السورية ٢٠١١ ما هي المحطات الرئيسية من انتصارات  وصعوبات التي واجهتموها وكيف تجاوزتموها الى ان وصلتم الى ما عليه الان ؟

١٩ تموز  ٢٠١٢ كانت الاساس لانطلاق ثورة روج افا ومما لاشك فيه كانت معركة كوباني 2014 نقطة تحول مهمة وقبلها معركة سري كانيية ( رأس العين) كذلك تم هزيمة مجموعات مسلحة هدفها خرق الخاصرة الرخوة لسوريا كذلك تم دحر تنظيم العالم برمته كان يهابه. أما عن الصعوبات فهي لم تنتهي حتى الآن لكن بالإجمال هناك نوع من التآمر على مشروعنا الديمقراطي من قبل أطراف بهذا التآمر يمررون ما هو أفظع من التآمر ذاته الغير موجود في أي مبدأ من مبادئ ثورتنا. نحن نريد تجاوز القوموية ونحيي الشراكة الفعلية والوحدة المجتمعية ونبني نموذج حقيقي للديمقراطية لكن هناك من لا يناسبه هذا الطرح لتعارضه مع كيانه المهيمن أتحدث عن الدولة بأجهزتها ومركزيتها. لكن مع ذلك بلغنا مرحلة مهمة وبتضحيات شعبنا ونضاله وثباته وإرادته وتضحيات أبناؤه نشكل اليوم عامل تأثير كبير في سوريا والمنطقة. ولا زال نضالنا مستمراً حتى اللحظة.

4- كثيرا ما تحدثتم عن  الخط الثالث في بدايات الثورة السورية ، ما هو الخط الثالث؟

• طبعاً بعد عام 2011 باتت سوريا ميدانياً للصراع والحرب من أجل النفوذ؛ حتى وصفها البعض بإن ساحة حرب عالمية ثالثة وهي كذلك. نحن لم نجد بأن برامج جميع القوى التي قدمت نفسها بأن تريد التغيير في سوريا بأنه ملبي لحاجة السوريين؛ طرحنا كان رؤية استراتيجية هدفها وحدة سوريا ووحدة مجتمعها وكذلك سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، أي لا نريد أن نكون جزء من أي صراع على السلطة لا مع النظام الذي يدافع عن وجوده ولا مع من يريد أن يكون بديلاً للنظام ويحكم بعقليته. لذا انتهجنا الخط الثالث كخط بعيد عن كل هذه الأزمة وهدفه هو النضال وفق المبادئ المذكورة.

5- كان لكم دور في تأسيس المجالس والإدارات ، هل تم التأسيس على مراحل  لو وضحتم لنا كيف تم الاتفاق بين المكون الكوردي العربي والسرياني وباقي المكونات ؟  ، كيف تقيمون العمل المشترك فيما بينها في تلك المجالس والإدارات؟ وهل يمكن تصور شمال شرقي سوريا من دونها؟

• نحن بدأنا بآليات التنظيم الذاتي وفق قلب المعادلة التقليدية المعروفة في الإدارة، حيث بدأنا بالتنظيم ليكون المجتمع هو الذي يدير نفسه بنفسه أي الإدارة تكون من القاعدة نحو القمة، بدأنا بتشكيل الكومينات ومن ثم المجالس والإدارات المناطقية. كان ذلك عبر مراحل، وعي مجتمعنا ساعدنا في المضي نحو هذه التجربة بقوة ونجاح. أما عن الاتفاق بين المكونات كما ذكرت نحن حافظنا على هويتنا ووجودنا وثقافتنا الأصيلة كمكونات شمال وشرق سوريا – روج آفا وحميناها من تلك التعقيدات والتداخلات التي كان البعض يحاول خلق العداء بيننا وجدنا بإننا مجتمع واحد ولا خلاف بيننا وبالتالي نعيش معاً ولدينا مستقبل واحد لذا بادرنا نحو بناء نموذجنا المتعدد الديمقراطي بوجود كافة مكونات شعبنا. طبعاً اعتماد مشروع الأمة الديمقراطية الذي يطرحه السيد أوجلان كان أرضية كبيرة لنجاح تجربتنا هذه، وما قمنا به والإجراءات التي أعدنا فيها الحقائق التاريخية والثقافية والمجتمعية كان بفضل هذا المشروع الذي سهل تطور مشروعنا الديمقراطي وعيشنا المشترك. أما عن آليات العلاقة بين المجالس والكومينات والإدارات عملياً هو نظام إداري ذاتي متداخل مع بعضه البعض كون الشعب هو المشرف على توزيع المهام فيما بينه من أجل الإدارة وبالتالي لا يحتاج هذا النظام لإيجاد علاقة فيما بين أقسامه كونه واحد وموحد. أما بالنسبة للشق الأخير من سؤالكم نحن قلنا بأن نموذجنا يكرس إدارة المجتمع لذاته وبالتالي فإن غياب إرادة الشعب في الانتخاب والمشاركة والإدارة يعيد بنا الأمور إلى سابق عهدها.

6- تتمتع  مناطق شرق سوريا اليوم بنظام متكامل بعد تشكيل الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا ، هل وصلتم الى المحطة الأخيرة ؟

• لازلنا نعاني من إن تجربتنا مهددة بشكل كبير كذلك لازالت سوريا بعيدة عن الديمقراطية اللازمة لسوريا وشعبها. هدفنا تحقيق الاستقرار ووحدة سوريا ومستقبلها الديمقراطي ولا مركزية الحكم فيها. لكن تجربتنا تمثل أرضية حل كبيرة للحل السوري العام ونحن نثق بأن جوهر الحل يمر عبر دور مناطقنا وشعبنا في سوريا المستقبل. لا زالنا نعاني من الاحتلال التركي والمعارضة المحسوبة على تركيا وتقدم نفسها برداء سوري لكن حقيقتها هي واجهة سياسية لتركيا. كذلك لازالت التنظيمات الراديكالية نشطة وهناك تهديد على مستقبل سوريا. لذا نحن نفكر في الإطار العام ولا نفكر فيما تحقق في مناطقنا فقط كوننا نعتبر جزء من سوريا وبالتالي مهامنا لا تقتصر على مناطقنا فقط.

7- انتم ك حزب الاتحاد الديمقراطي وطرف اساسي في الادارة الذاتية ،هناك كثير من الانتقادات لهذه الادارة انها ادارة كردية . ماردكم؟

• طبعاً هذا الطرح يأتي بالإنسجام مع الفوبيا التركية من الكرد، لا يستطيعون كسر قوة المكونات ووحدتها وتضحياتها المشتركة. يعمدون نحو خلق أرضيات وهمية لشرعنة هجماتهم وكذلك تدمير ما تم إنجازه. لكل من يود أن يدرك حقيقة هذه الإدارة وماهيتها عليهم ملامسة الواقع الموجود وعدم الإهتمام بما يتم حياكته من قبل المتربصين بالشعوب المناضلة لأجل إرادتها ومن أجل حريتها. ولو كان ما يتحدثون عنه صحيحاً فلماذا الآن نجد مناطق عربية ومسيحية  تابعة للإدارة الذاتية تدير نفسها بنفسها. ناهيكم عن حجم المشاركة لدى المرأة الكردية والعربية والمسيحية وكذلك التضحيات المشتركة.

8- وهل استطعتم ان تعززوا الوحدة والعمل والمشترك مع الاخوة العرب في المنطقة ما تقييمكم لهذه العلاقة ؟

• بكل تأكيد، أما عن شكل العلاقة فهي إستراتيجية وعميقة ولا تستند إلى عامل الزمن الآني كما يحاول البعض ترويجه وتقديمه على الدوام خاصة ممكن هم منزعجين من وحدة وعلاقة هذه المكونات.

9- عندما نتابع الإدارة والذاتية نجد انها تستخدم لغات عدة في اصداراتها، ان رخصة قيادة الاليات على سبيل المثال تصدر الان بثلاث لغات العربية والكوردية والسريانية ، ما الرسالة التي يحملها هذا التغير  بعد ان كان كل شيء مصادر لصالح لون ولغة واحدة؟

• هذا انعكاس للواقع الموجود وليس رسالة كون ما يتم اعتماده هو تكريس حقيقة الواقع الموجود في الحاضر والمستقبل حيث مناهج الإدارة الذاتية التعليمية كذلك تقوم على ثلاث لغات وهذا يضيف تغيير جديد في المنطقة كما تفضلتم وكذلك توضيح حقيقة الثقافات المتعددة والمتنوعة التي تمتلكها الشعوب في منطقتنا.

10- انتم من خلال ظهوركم في العديد من اللقاءات تشددون وتؤكدون على اخوة الشعوب الحرة لماذا هذا التأكيد المتكرر؟

• تحدثنا عن الهجمات الكبيرة على مشروعنا في هذا الجانب بالتحديد لذا نحن نحاول في كل مرحلة من المراحل وكذلك في سياق التطورات التي لا تنتهي أن نؤكد للجميع بأن لا نفكر بأي بديل عن هذا المشروع وهو رؤيتنا الاستراتيجية الثابتة.

11- حققت الإدارة  عندكم انتصارات عدة مثل تفادي الاقتتال بين شعوب المنطقة ، ولكن ايضا كانت محطات صعبة وكانت الخسارة من نصيب الإدارة مثل احتلال تركيا لعفرين 2018 ، تل ابيض ورأس العين “كري سبي وسري كانية” في العام المنصرم . كيف تقييمون ذلك من الناحية السياسية ؟

• تركيا تسعى لتوسيع مخططها العثماني الجديد في المنطقة؛ هذه التوجهات هي من أجل خلق أرضية للبدء بمشروعها العثماني في المنطقة وحقيقة نجد ذلك عملياً في سوريا وليبيا والعراق. تغيير ديموغرافي، قتل، خطف، فرض لغة تركية وتداول بالعملة التركية. هذه التوجهات لها تبعات سلبية على سوريا ووحدتها وكذلك تكريس لواقع التجزئة والتقسيم ناهيكم عن تدمير مساعي الحل والتوافق السوري وكذلك إعطاء دعم علني لعودة الإرهاب إلى الساحة السورية بشكل أقوى وفي المقدمة تنظيم داعش.

12- توصلتم الى اتفاق كردي- كردي ما هي اهمية هذا الاتفاق بالنسبة للكورد . لماذا فشل الاتفاق في 2014 بينا حقق تقدم الان؟ هل كان السبب وراء ذلك  هو الوساطة الأمريكية والفرنسية

ما هي انعكاساته على الداخل السوري، الإقليمي والدولي ؟

• القضية الكردية قضية إقليمية وذات حضور قوي تحتاج للحل، الكرد يحتاجون لوحدتهم ولابد من العمل بشكل موحد من أجل التصدي لكافة المشاريع المضادة للكرد. لكن ينبغي ألا يكون على حساب أي طرف، هذه الوحدة تعزز وتقوي وحدة المكونات جميعاً ولا تشكل خطر على أحد كما حاول البعض تفسيره. أسباب فشل الاتفاق ربما يعود لظروف وتطورات المنطقة وكذلك التدخلات. لكن المهم الآن هو نية العمل من أجل الوحدة الوطنية. الطرف الأمريكي والفرنسي يدعمان توجهات الوحدة الكردية ولهم دور في هذا الإطار لكن إرادة الأطراف الكردية هي الأهم طبعاً. أما عن الانعكاسات فهي دون شك ستكون إيجابية وكذلك تعزز هذه الوحدة مساعي المشروع الديمقراطي في سوريا ووحدة وتماسك مجتمعنا في شمال وشرق سوريا.

13- اين وصل الحوار مع النظام السوري ؟ وهل هو بحاجة لوساطة دولية أيضا؟

• طبعاً الإدارة الذاتية أبدت على الدوام جهوزيتها من أجل الحوار. كون الحوار هو مبدأ أساسي وثابت في نهج الإدارة الذاتية. لكن المعضلة تكمن في النظام وعدم انفتاحه على الحوار، كان الدور الروسي في مرحلة من المراحل موجود لكن لم يثمر ذلك عن نتائج عملية. حالياً لا يوجد أي تطور في هذا المجال وحينما يكون هناك تطور في هذا المجال سنشارك تفاصيل ذلك حتماً مع شعبنا.

14- تطبيق قانون قيصر كان له اثر كبير على الوضع  المعيشي للمواطن السوري . كيف تقيمون  تداعيات قانون قيصر على شمال وشرق سوريا ؟

• مناطقنا هي جزء من سوريا وتؤثر وتتأثر في ومن الداخل السوري، ودون شك تداعيات أي إجراء سيكون موجوداً على مناطقنا، لكن يجب أن يعي العالم بأن أي خطر أو تهديد أو إجراء يعرقل حالة الاستقرار في مناطقنا سينذر بعواقب وخيمة ويعيد خطر تنظيم داعش وسط الدعم التركي العلني لهم وكذلك وجود الآلاف من  المقاتلين المحتجزين والنساء والأطفال من تنظيم داعش.

15- كيف تقرأ مستقبل شمال وشرق سوريا ضمن الخارطة السياسية اليوم ؟

• بوجود الإحتلال والدور التركي في سوريا بهذا الشكل وهذا النهج فان الأمور سيئة، كذلك بغياب جهود الحل الفعلي وبعدم مشاركة كل السوريين لا يمكن أن يحدث أي إستقرار. يجب أن يقوم العالم بدور أكبر من أجل إخراج تركيا ومجاميعها المسلحة وكذلك تهيئة الأرضية الحقيقة للحل والحوار السوري وفق القرار 2254. دون هذه الجهود المستقبل السوري في خطر و ستطول الأزمة وتتعقد بشكل أكبر.

16- هل من رسالة توجهونا من خلال مجلتنا الى الراي العام الامركي السياسي ؟

• يجب ألا ينسى العالم والرأي العام الأمريكي رسالة 11 ألف شهيد و25 ألف جريج في شمال وشرق سوريا؛ رسالة الدفاع عن الديمقراطية والسلام نيابة عن العالم في سوريا، يجب أن تكون المجتمعات في كل مكان من العالم تناضل من أجل وحدتها وقوتها وتتجاوز كل الخلافات والعراقيل المصطنعة. على النخبة المثقفة والإعلاميين والإدارة الأمريكية أن يعلموا بأن ما تم إنجازه بالتعاون والشراكة مع شعبنا في خطر أمام الدور والمشروع التركي في مناطقنا وسوريا. هناك من يريد أن يعود داعش وهناك من يريد القضاء على وحدة الكرد والعرب والمسيحيين في شمال وشرق سوريا. على الجميع أن يقوم بمسؤولياته التاريخية والإنسانية والأخلاقية.